توشكا نيوز/متابعات
لا يزال الموقف اليمني الذي اتخذته حكومة صنعاء من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يتصدر اهتمام العالم، إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، كونه الموقف الوحيد الذي تجاوز حدود بيانات الاستنكار والإدانة إلى إجراء عملي تمثل في حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل حتى تتوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة ويرفع الحصار عن القطاع، وتمكنت قوات صنعاء فعلياً من فرض حصار بحري على إسرائيل،
وخلال هذا الحظر استهدفت عشرات السفن التي كانت متوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وأجبرتها على تغيير مساراتها، وهو ما انعكس سلبياً على السلع الأساسية التي كانت تأتي إلى إسرائيل بحراً، بل وعطل موانئ كانت فيما مضى لا تكاد تتوقف حركة السفن منها وإليها.
أما في الجانب العسكري فقد أظهرت القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، مهارات وقدرات فاجأت العالم، واستطاعت امتلاك منظومات صاروخية وطائرات مسيّرة ذات كفاءة عالية، حيث تمكنت من إغراق سفن وجعلت القطع الحربية التابعة للتحالف الأمريكي البريطاني في حالة خطر دائم، كما أن الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية والبريطانية على مناطق حكومة صنعاء لم تتمكن من وقف هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي، ولم تستطع إضعاف قدراتهم العسكرية، وفق ما تعلنه الدولتان الغربيتان عقب كل جولة من غاراتهما على اليمن.
ومن ضمن الاهتمام الإعلامي المتصاعد بعمليات الحوثيين العسكرية ضد السفن الإسرائيلية، وفشل التحالف البريطاني الأمريكي في وقفها، قالت صحيفة فوكس نيوز الأمريكية، “إن حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، التي لم يكن يعرفها سوى القليل من خارج الشرق الأوسط حتى بضعة أشهر مضت، قد حققت، من خلال عملياتها العسكرية في البحر الأحمر ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية، شهرة عالمية، وأظهرت أنها قادرة على ضرب قلب الرأسمالية العالمية، بينما تقاتل أقوى الجيوش في العالم”.
قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، أصبح محط أنظار العالم واهتمامه، حيث ذكرت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، أنه “قد يكون الشخصية العامة الأكثر شعبية في الشرق الأوسط”، منذ بدأت قوات صنعاء بمهاجمة السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى موانئ الاحتلال، دفاعاً عن غزّة والشعب الفلسطيني.
وقالت المجلة إن “الحوثي يُشبّه ويُعامل مثل تشي غيفارا العصر الحديث، وتمت مشاركة صوره وخطاباته على وسائل التواصل الاجتماعي عبر القارات الخمس”، مضيفةً أن عمليات القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، جعلت أنصار الله، “أبطالاً بالنسبة للشباب العرب والمسلمين الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى والمركزية، حتى أنّهم حققوا نجاحات بين التقدميين الغربيين.
الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني جعل أنظار العالم أكثر تركيزاً على حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وكشف حجم التواطؤ والدعم الأمريكي والغربي عموماً لإسرائيل من أجل المزيد من القتل للفلسطينيين، رغم أنهم يروجون رواية أخرى تقدمهم كدعاة سلام، لكن حقيقة دعمهم لإسرائيل أخرجت الكثير من مسؤوليهم وشخصياتهم الاعتبارية عن صمتهم، وأعلنوا رفضهم لما تفعله إدارة بايدن، فيما يتعلق بدعمها غير المحدود لإسرائيل.
السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، قال إن حكومة بلاده متواطئة مع إسرائيل، وإن جهود بايدن في قطاع غزة لا تزال غير كافية، ووصف الوضع في القطاع بأنه “إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن السيناتور الأمريكي، قوله: “من الخطأ منح حكومة نتنياهو عشرة مليارات دولار”.
YNP / إبراهيم القانص –