توشكا نيوز/وكالات
قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت إن طهران لن تتخلى عن حقها في تطوير قطاعها النووي لأغراض سلمية، مضيفا أنه يتعين على جميع الأطراف المشاركة في محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي احترام ذلك.
وتعثرت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بعد انعقادها في فيينا على مدى 11 شهرا، إذ قال الجانبان إن هناك حاجة لقرارات سياسية من طهران وواشنطن لتسوية القضايا الباقية.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن رئيسي قوله في كلمة بمناسبة يوم التكنولوجيا النووية في إيران “للمرة الأكثر من مئة رسالتنا من طهران إلى فيينا هي أننا لن نتراجع عن الحقوق النووية للأمة الإيرانية… ولا حتى مثقال ذرة”.
وأكد رئيسي موقف إيران بأن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية بحتة.
وقالت مصادر إيرانية وغربية لرويترز إن الولايات المتحدة تبحث رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية مقابل تأكيدات إيرانية بشان كبح جماح الحرس.
ونقل ديفيد أجناتيوس الكاتب بواشنطن بوست والمتخصص في شؤون المخابرات يوم الجمعة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن الرئيس جو بايدن لا يعتزم استبعاد الحرس الثوري من قائمة المنظمات المصنفة إرهابية.
وقال دبلوماسي إيراني لرويترز إن إيران رفضت اقتراحا أمريكيا للتغلب على هذه النقطة الشائكة بالإبقاء على فيلق القدس التابع للحرس الثوري ضمن العقوبات المفروضة على المنظمات الإرهابية الأجنبية في حين يتم رفع الحرس الثوري ككيان من القائمة.
والحرس الثوري فصيل قوي في إيران يسيطر على إمبراطورية أعمال بجانب قوات نخبة مسلحة ومخابراتية تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ حملة إرهابية على المستوى العالمي.
وتساءل رئيسي قائلا هل إيران تبحث عن سلاح نووي حتى يواجهنا ما أسماهم بالأعداء بهذا الشكل، وأضاف: “أن الأعداء يعرفون جيدًا أن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أيدت ذلك في أكثر من 15 تقريرا لها وأكدت أنه لم يتم الإبلاغ عن أي انتهاكات في أنشطة إيران النووية.”
وتابع رئيسي قائلا: “إن الأنشطة والمعدات النووية للجمهورية الإسلامية في مجملها لا تشكل سوى نحو ثلاثة بالمئة من المعدات النووية الموجودة في العالم ،في حين تم توظيف 25 بالمائة من طاقة التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذا الحجم من النشاطات النووية ،مما يدل على أن قلق من يكنون السوء للجمهورية الإسلامية ليس من امتلاك إيران للسلاح النووي بل من اقتدار إيران وتحقيقها إنجازات كبيرة في مجال الصناعة النووية السلمية”.
وشدد رئيسي قائلا: “لدى العديد من دول المنطقة أسلحة نووية ، لكن الأعداء ليس لديهم حساسية تجاه أسلحتهم النووية ، وهذا يظهر أن ما يقلقهم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو استقلال إيران واقتدارها”.
واختتم رئيسي تصريحاته قائلا: “إن إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدفاع عن الحق المشروع للشعب الايراني العملاق بكل قوتها”، موضحا: “لن نسمح أبدًا للاستكبار بأدنى تطاول على الحقوق المشروع للشعب الإيراني أو إبطاء أو وقف الأنشطة السلمية للطاقة النووية الإيرانية، وأن مسار تحقيق الإنجازات والقدرات النووية السلمية ستتواصل بقوة واقتدار”.
من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي الذي حضر المعرض أيضاً: “إننا نتوقع أن تلتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ تعهداتها القانونية تزامناً مع سياسة الشفافية التي تنتهجها إيران، وأن لا ترضخ أمام الضغوط والعمليات التخريبية التي يلجأ إليها أعداء الشعب الإيراني”.
وانطلقت اليوم مراسم الذكرى السنوية السادسة عشرة للتكنولوجيا النووية، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونائبه الأول محمد مخبر، ورئيس منظمة الطاقة الذرية.
وأشار إسلامي، خلال المراسم إلى أنّ “إيران ستعمل على الحفاظ على علاقاتها مع الوكالة الدولية، متوقعة منها الالتزام بتعهداتها القانونية مقابل سياسة الشفافية التي تعتمدها إيران”، وأوضح “أننا عرضنا الوثيقة الاستراتيجية التي تحدد رؤيتنا النووية خلال 20 سنة المقبلة”.
وأكد أنّ “على الوكالة الدولية الوقوف بوجه الضغوط الخارجية التي تمارس عليها بشأن العلاقة معنا، كما عليها تبني موقف حازم تجاه عمليات إسرائيل التخريبية ضدنا”.
وقال: “حققت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية نحو 77 إنجازاً جديداً خلال العام الماضي الايراني (انتهى في 20 آذار/مارس 2022)، منها 29 إنجازاً في مجال الوقود النووي، و19 إنجازاً في مجال البحث والتطوير، و15 إنجازاً في مجال إمداد الطاقة و14 إنجازاً يتعلق بمجال تطبيق الإشعاع”.
وفي وقت سابق،أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي قبيل اليوم الوطني للتقنية النووية، أنّ بلاده تنسّق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية ملف المواقع “التي تعتبر مبهمة”، في إشارة إلى مواقع نووية لم تقدّم طهران توضيحات للوكالة عنها سابقاً.
وسبق ذلك إعلان إسلامي، عن التخطيط لإنشاء وحدات لتوليد 10 آلاف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية وفقاً للوثيقة الشاملة لتطوير المنظّمة.