الجمعة, فبراير 14, 2025
الرئيسيةالرئيسيةالكيان الصهيوني يعترف: الطائرات المُسيَّرة باتت تهديدا إستراتيجيا وتُشكل خطرا حقيقيا على...

الكيان الصهيوني يعترف: الطائرات المُسيَّرة باتت تهديدا إستراتيجيا وتُشكل خطرا حقيقيا على الكيان والقوات الأمريكية والدول الخليجية المُتحالفة معه

 

توشكا نيوز/وكالات
كشف المُستشرِق الإسرائيليّ والضابط السابق في جهاز الأمن العّام (الشاباك) يوني بن مناحم، كشف النقاب في مقالٍ نشره بموقع (نيوز وان) العبريّ أنّ خطر الطائرات بدون طيّار أوْ الطائرات غير المأهولة الإيرانية الدقيقة، القادرة على التحليق إلى مسافات بعيدة، تحوّل بشكلٍ تدريجيٍّ إلى خطرٍ أمنيٍّ على إسرائيل وقوات الجيش الأمريكيّ ودول الخليج، كما أكّد اعتمادًا على مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال.
واعتبر المستشرق أنّ الطائرات بدون طيار المسلحة هي اليوم أحد التطويرات العسكرية التكتيكية المقلقة جدًا للإدارة الأمريكيّة ولإسرائيل ودول الخليج، فهي تشكل تهديدًا جديدًا ومعقدًا يمس بالتفوق الجوي للولايات المتحدة وإسرائيل في سماء الشرق الأوسط، لذلك يدير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان الآن مسارًا جديدًا من المحادثات مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لإيجاد حلولٍ لتقليص تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار.
تشكيل الحلف الدفاعيّ الأمريكيّ-الإسرائيليّ-الخليجيّ والعربيّ
وشدّدّ بن مناحم على أنّه وفقًا لمصادر أمنيّةٍ في تل أبيب على أنّه يجري في هذه الأيام تشكيل حلف إقليمي جديد تشارك فيه الولايات المتحدة وإسرائيل ودول من الخليج وأيضًا دولاً عربية لإقامة منظومة تحذير، تعقب واعتراض للطائرات الإيرانية بدون طيار التي تستخدم عملانيًا بشكل مكثف لدى فروع طهران في الشرق الأوسط.
ورأى أنّ اختراق مسيّرة حزب الله للمجال الجوي للعمق الإسرائيليّ قبل عدة أيام، سرّع هذا المسار في أنْ تعتقد الولايات المتحدة أنّ بناء حلف في الشرق الأوسط يستلزم الدفاع عن نفسها بشكل جماعي ومنسق بينهم، ومسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية سيسهل إقامة هذا الحلف الدفاعي الجديد.
أسطول حزب الله مؤلّفٌ من 2000 طائرة بدون طيّارٍ
وتابع نقلاً عن المصادر عينها أنّه لدى حزب الله أسطول ناشط مؤلف من 2000 طائرة بدون طيار، بعضها جرى تصنيعه في إيران والبعض الآخر على يد الحزب نفسه، ولدى إيران نفسها آلاف الطائرات بدون طيار المتقدمة، من نماذج مختلفة قادرة على التحليق لمدى يصل إلى آلاف الكيلومترات، وأضاف أنّ منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية ليست قادرة على تأمين الحلّ المناسِب لاعتراض مسيّرات صغيرة، مثل المسيّرة الأخيرة التي أطلقها حزب الله.
حزب الله سيُهاجِم العمق الإسرائيليّ بأسرابٍ من الطائرات بدون طيّارٍ
ولفت إلى أنّ مخطط حزب الله هو مهاجمة الكيان في الحرب عبر أسراب من الطائرات بدون طيار التي تخترق مجاله الجوي وتهاجم مستوطنات، قواعد عسكرية وقوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى أنّ مسيّرة حزب الله التي تسللت إلى الكيان، والمسماة “حسان” على اسم رئيس وحدة التكنولوجيا في حزب الله الشهيد حسان اللقيس، والتي نجحت في التحليق 40 دقيقة داخل الأراضي الإسرائيلية والدخول مسافة 70 كلم قبل أنْ تعود بسلام إلى قواعدها في لبنان، كشفت خرقًا مقلقًا في تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي يستلزم إغلاقه بأسرع وقت ممكن، وهي تغلبت على عدة منظومات تحذير ورادارات الجيش الإسرائيلي ونجحت في التملص من الاعتراض والعودة إلى الأراضي اللبنانية.
وأشار الضابط السابق في مخابرات الكيان إلى أنّ الحديث يدور عن مسيّرة صغيرة لا يبلغ طولها أكثر من ثلاثة أمتار نجحت في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومنظومة الدعاية والحرب النفسية لمنظمة حزب الله برّزت الحادثة بأنها “انتصار كبير” على “إسرائيل”.
يتحتّم على الكيان إيجاد الحلول للمُسيّرات وحماس والجهاد الإسلاميّ تعملان على تطويرها
وتابع أنّ هناك أهمية كبيرة في أنْ تجد إسرائيل بأسرع وقت ممكن حلولاً ملائمة لمسألة الطائرات بدون طيار، وعلى ضوء الواقع أنّ حركتيْ حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة تعملان بجد على تطوير طائرات بدون طيار متقدمة يمكنها التحليق فوق العائق البري الضخم الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة ومهاجمة أهدافاً في الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب تقدير مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ، اعتبر الكاتب أنّ حزب الله يحاول الآن خلق معادلة ردع جديدة مع إسرائيل وهي معادلة الطائرات بدون طيار لردعها عن اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وفي الفرصة الأولى سيحاول الحزب أيضًا خلق معادلة جديدة ألا وهي معادلة “الصواريخ الدقيقة” في اللحظة التي تكون فيها الفرصة الملائمة من ناحيته، وإعلان حسن نصر الله بأنّ منظمته تنتج في لبنان صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار ليس صدقة، فهو يُعتبر نقل رسالة إلى إسرائيل وأيضًا جزءًا من الحرب النفسية.
حزب الله أوجد مُعادلة وقواعد اشتباك جديدةً
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، لفت المستشرق إلى أنه يُحتمل أيضًا أنْ إيران ترى بتفعيل الطائرات بدون طيار لحزب الله من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل أنّه “تعويض محدد” عن التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريّة التي تهاجم بكثافة أهدافًا إيرانية لمنع تمركزها العسكري في سوريّة ونقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان، ومن ناحية إسرائيل، الخطر المنظور من طائرات بدون طيار انتحارية يعادل الخطر المنظور من إصابة صواريخ دقيقة.
وأكّد المستشرق الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر، أكّد أنّ تصنيع الطائرات بدون طيار أسهل وأرخص من تصنيع صواريخ، فالطائرات بدون طيار هي سلاح دقيق يمكنه إصابة أهدافًا محددة بدقة متر أوْ مترين، ولا يمكن توقع مسبق لأي جهة ستصل، كما أنّه من الصعب تحديدها أوْ اعتراضها. وهذه الطائرات قادرة على استهداف وحدات مخازن الطوارئ وتجمعات المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي أو حتى بطاريات منظومة “القبة الحديدية”.
إسرائيل ما زالت في بداية العركة الجديدة التي وضعها حزب الله
واختتم بن مناحم تقريره المُطوَّل بالقول “إننّا فقط في بداية معركة جديدة مع حزب الله وفيها سيستخدم الحزب بشكل واسع طائرات بدون طيار ضد إسرائيل في توقيت مريح له، وتل أبيب تدخل في مرحلة قتال جديد مع المنظمات الإرهابية على الحدود الشمالية والجنوبية التي تبنّت الطائرات بدون طيار الإيرانية، ولذا يجِب على الكيان أنْ يكون مُستعّدًا بشكلٍ جيّدٍ لهذه الحرب الجديدة”، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة